خســــر الشعب الفلسطيني في غزة
ــــــــــ
قال الكاتب / حمد سالم المري .. .. .. في مقالته المعنونة تحت اسم : ( خسر الشعب الفلسطيني في غزة ) .. .. .. في جريدة " الوطن " الكويتية ... الجمعة 26 / 1 / 1430 هـ ـ 23 / 1 / 2009 م .
ــــــــــــــــــــ
ها هي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني تتوقف .
وها هي حركة حماس " حزب الأخوان المســــلمين فرع فلسطين " توقع على هدنة مع اليهود ـ مثلما أشرنا إلى ذلك في مقالنا السابق ـ بعد نجاح المفاوضات السرية التي تجريها حركة حماس مع الإسرائيليين عن طريق مصر .
وهنا نسأل كما يسأل غيرنا من المسلمين سواء في قطاع غزة أو في أي بقعة من العالم .
من الذي ربح هذه الحرب المدمرة الشرسة ؟ .
ومن الذي خسرها ؟ .
وما هو الهدف السري لكل من حماس وإسرائيل من وراء خوض مثل هذه الحرب ؟ .
لا شك أن إسرائيل وحماس تعلن كل منهما أنها الرابحة وأن الطرف الآخر هو الخاسر لهذه الحرب .
فرئيس وزراء حركة حماس إسماعيل هنية وصف وقف إطلاق النار " الهدنة " أنه :
( انتصار إلهي ثم إنساني ، وليس انتصاراً لفصيل فلسطيني بعينه )
مستدركاً بقوله : ( إن الحرب التي شـــــنتها إسرائيل على قطاع غزة لم تحقق أهدافها وباءت بالفشل ) .
ولهذا : ( فإن قرار حماس بإعلان قبولها بالتهدئة كان حكيماً ومسؤولاً ) .
أما إسرائيل فتزعم بأنها هي التي ربحت الحرب كونها دمرت قطاع غزة وأضعفت القوة العسكرية لحماس وفرضت واقعاً جديداً على الأرض .
ومن أجل معرفة الخاسر الحقيقي لهذه الحرب يجب علينا التعرف على مخرجات الحروب ونتائجها . فالطرف الخاسر دائماً هو الطرف الضعيف الذي تُدمر قوته ويُقتل شعبه وتُحتل بلده حتى ولو لم يحقق الطرف القوي أي هدف من أهدافه المعلنة للحرب .
معلوم أن هناك أهدافا معلنة للحروب وأهدافا سرية يسعى المتحاربون لتحقيقها على أرض الواقع لا تنكشف للعامة إلا بعد مرور وقت قد يقصر أو يطول . واليهود أنفسهم عندما كانوا يخوضون حروبهم ضد الشعب الفلسطيني في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان هدفهم المعلن هو الدفاع عن أنفسهم ضد الشعوب العربية في فلسطين وأنهم لا يريدون إلا العيش بسلام ولكن الهدف السري هو إنشاء دولتهم على أرض فلسطين الخالدة وإذا قسنا ذلك على الحرب الشرسة التي قامت بها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نجد أنها قامت بتدمير قطاع غزة وقتلت ما يقارب من 1300 فلسطيني منهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ مقابل قتل ما يقارب 13 إسرائيلياً أي أن كل فرد يهودي إسرائيلي قتل قابله قتل 100 فرد فلسطيني !.
فمن الذي خسر الحرب ؟ هل هي حماس ؟ أم هل هي إسرائيل ؟ أم هل هو الشعب الفلسطيني الأعزل ؟ .
والإجابة البديهية هي أن الخاسر هو الشعب الفلسطيني الأعزل وذلك لأن حماس تزعم أنها ربحت الحرب وأنها خرجت منها أقوى سياسياً وإعلامياً من ذي قبل . وإسرائيل تقول أنها ربحت الحرب كونها أضعفت القوة العسكرية لحماس ولهذا من الطبيعي أن يكون الخاسر هو الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره .
وإذا أردنا أن نعرف الأهداف الحقيقية لهذه الحرب نجد أن حماس أرادت من هذه الحرب تحقيق نصر سياسي ضد الأحزاب الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى تعزيز موقفها السياسي على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية كما فعل حزب الله اللبناني ـ الذراع العسكري لإيران ـ من قبل عندما خاض حرباً ضد إسرائيل من طرف واحد أدت إلى تدمير أجزاء كثيرة من لبنان وقتلت مئات اللبنانيين حتى يربح الحرب إعلامياً وسياسياً وتتعزز صورته أمام مؤيديه من غوغاء العرب والمسلمين .
وإلا لماذا لم توافق على تجديد الهدنة التي وقعتها قبل سبعة أشهر مع إسرائيل والتي بسببها شنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة وذلك حتى تجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحرب والدمار ؟ .
أم أن هناك فعلاً أهدافا سرية تريد حماس تحقيقها من وراء هذه الحرب منها الكسب السياسي والمادي ؟ .
وما هو تفسير مطلبها منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار وبدء الدول العربية إعلان تبرعها لإعادة أعمار غزة بإرسال الأموال لها مباشــــرة في الوقت الذي تنازع عليه حركة فتح هذا المطلب ؟ .
ولماذا لا تطالب حماس وغيرها من أحزاب فلسطينية توجيه هذه الأموال مباشرة إلى الشعب الفلسطيني المتضرر عن طريق جهات عربية محايدة ؟ .
أما الهدف السري لإسرائيل من وراء هذه الحرب فيتمثل في فرض أمر واقع للإدارة الأمريكية الجديدة بخلطها للأوراق مرة أخرى لتحقيق مصالحها الاحتلالية من جهة ، وإشغال الشعب الفلسطيني في إعادة أعمار ما دمرته من جهة أخرى فيتلهى عن مطالبه بالاستقلال .
المصدر:http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=364864
ــــــــــ
قال الكاتب / حمد سالم المري .. .. .. في مقالته المعنونة تحت اسم : ( خسر الشعب الفلسطيني في غزة ) .. .. .. في جريدة " الوطن " الكويتية ... الجمعة 26 / 1 / 1430 هـ ـ 23 / 1 / 2009 م .
ــــــــــــــــــــ
ها هي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني تتوقف .
وها هي حركة حماس " حزب الأخوان المســــلمين فرع فلسطين " توقع على هدنة مع اليهود ـ مثلما أشرنا إلى ذلك في مقالنا السابق ـ بعد نجاح المفاوضات السرية التي تجريها حركة حماس مع الإسرائيليين عن طريق مصر .
وهنا نسأل كما يسأل غيرنا من المسلمين سواء في قطاع غزة أو في أي بقعة من العالم .
من الذي ربح هذه الحرب المدمرة الشرسة ؟ .
ومن الذي خسرها ؟ .
وما هو الهدف السري لكل من حماس وإسرائيل من وراء خوض مثل هذه الحرب ؟ .
لا شك أن إسرائيل وحماس تعلن كل منهما أنها الرابحة وأن الطرف الآخر هو الخاسر لهذه الحرب .
فرئيس وزراء حركة حماس إسماعيل هنية وصف وقف إطلاق النار " الهدنة " أنه :
( انتصار إلهي ثم إنساني ، وليس انتصاراً لفصيل فلسطيني بعينه )
مستدركاً بقوله : ( إن الحرب التي شـــــنتها إسرائيل على قطاع غزة لم تحقق أهدافها وباءت بالفشل ) .
ولهذا : ( فإن قرار حماس بإعلان قبولها بالتهدئة كان حكيماً ومسؤولاً ) .
أما إسرائيل فتزعم بأنها هي التي ربحت الحرب كونها دمرت قطاع غزة وأضعفت القوة العسكرية لحماس وفرضت واقعاً جديداً على الأرض .
ومن أجل معرفة الخاسر الحقيقي لهذه الحرب يجب علينا التعرف على مخرجات الحروب ونتائجها . فالطرف الخاسر دائماً هو الطرف الضعيف الذي تُدمر قوته ويُقتل شعبه وتُحتل بلده حتى ولو لم يحقق الطرف القوي أي هدف من أهدافه المعلنة للحرب .
معلوم أن هناك أهدافا معلنة للحروب وأهدافا سرية يسعى المتحاربون لتحقيقها على أرض الواقع لا تنكشف للعامة إلا بعد مرور وقت قد يقصر أو يطول . واليهود أنفسهم عندما كانوا يخوضون حروبهم ضد الشعب الفلسطيني في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان هدفهم المعلن هو الدفاع عن أنفسهم ضد الشعوب العربية في فلسطين وأنهم لا يريدون إلا العيش بسلام ولكن الهدف السري هو إنشاء دولتهم على أرض فلسطين الخالدة وإذا قسنا ذلك على الحرب الشرسة التي قامت بها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نجد أنها قامت بتدمير قطاع غزة وقتلت ما يقارب من 1300 فلسطيني منهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ مقابل قتل ما يقارب 13 إسرائيلياً أي أن كل فرد يهودي إسرائيلي قتل قابله قتل 100 فرد فلسطيني !.
فمن الذي خسر الحرب ؟ هل هي حماس ؟ أم هل هي إسرائيل ؟ أم هل هو الشعب الفلسطيني الأعزل ؟ .
والإجابة البديهية هي أن الخاسر هو الشعب الفلسطيني الأعزل وذلك لأن حماس تزعم أنها ربحت الحرب وأنها خرجت منها أقوى سياسياً وإعلامياً من ذي قبل . وإسرائيل تقول أنها ربحت الحرب كونها أضعفت القوة العسكرية لحماس ولهذا من الطبيعي أن يكون الخاسر هو الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره .
وإذا أردنا أن نعرف الأهداف الحقيقية لهذه الحرب نجد أن حماس أرادت من هذه الحرب تحقيق نصر سياسي ضد الأحزاب الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى تعزيز موقفها السياسي على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية كما فعل حزب الله اللبناني ـ الذراع العسكري لإيران ـ من قبل عندما خاض حرباً ضد إسرائيل من طرف واحد أدت إلى تدمير أجزاء كثيرة من لبنان وقتلت مئات اللبنانيين حتى يربح الحرب إعلامياً وسياسياً وتتعزز صورته أمام مؤيديه من غوغاء العرب والمسلمين .
وإلا لماذا لم توافق على تجديد الهدنة التي وقعتها قبل سبعة أشهر مع إسرائيل والتي بسببها شنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة وذلك حتى تجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحرب والدمار ؟ .
أم أن هناك فعلاً أهدافا سرية تريد حماس تحقيقها من وراء هذه الحرب منها الكسب السياسي والمادي ؟ .
وما هو تفسير مطلبها منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار وبدء الدول العربية إعلان تبرعها لإعادة أعمار غزة بإرسال الأموال لها مباشــــرة في الوقت الذي تنازع عليه حركة فتح هذا المطلب ؟ .
ولماذا لا تطالب حماس وغيرها من أحزاب فلسطينية توجيه هذه الأموال مباشرة إلى الشعب الفلسطيني المتضرر عن طريق جهات عربية محايدة ؟ .
أما الهدف السري لإسرائيل من وراء هذه الحرب فيتمثل في فرض أمر واقع للإدارة الأمريكية الجديدة بخلطها للأوراق مرة أخرى لتحقيق مصالحها الاحتلالية من جهة ، وإشغال الشعب الفلسطيني في إعادة أعمار ما دمرته من جهة أخرى فيتلهى عن مطالبه بالاستقلال .
المصدر:http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=364864
No comments:
Post a Comment